القولون العصبي

[b][size=25]القولون العصبي[/size][/b]



القولون العصبي أحد الاضطرابات الوظيفية التي تصيب الجهاز الهضمي وهو أكثرها شيوعاً. يعاني المصاب بالقولون العصبي من آلالم البطن و انتفاخه و تغير حركة الأمعاء المؤدي إلى الإسهال أو الإمساك ويظهر للمريض ارتباط واضح بين الأعراض والضغوط النفسية، في ظل عدم وجود سبب معين يفسر هذه المظاهر. تبلغ نسبة انتشار القولون العصبي من 15-20% وهي بين النساء ضعف النسبة بين الرجال من مرتين إلى ثلاث مرات وغالبية النساء المصابات هن في سن الإنجاب وتزداد الأعراض أثناء الدورة الشهرية وكذلك ما قبل الدورة بأيام قليلة.



تتميز أعراض القولون العصبي بالتغير من وقت لآخر و عدم الثبات على نمط معين ويكون ذلك أحياناً في طبيعة الأعراض (مثلاً تغير الإسهال إلى الإمساك أو العكس) أو في اختفاء الأعراض تماماً لفترة معينة ثم ظهورها مرة أخرى. يوجد تفاوت كبير بين المرضى من حيث الأعراض بالإضافة إلى أن ألم البطن يختلف مكانه بالتحديد من شخص لآخر. يزداد ألم البطن عادة بعد الوجبات، ويصاب بعض المرضى بالإسهال أو الإمساك أو بكلاهما. يعاني المرضى أيضاً من أعراض أخرى كالحرقة في المعدة والغثيان والقيء والإحساس المبكر بالامتلاء وتزداد الأعراض بعد الأكل مباشرة. يلاحظ بعض المرضى تلاشي أعراض القولون العصبي وظهور أعراض جديدة لاضطراب وظيفي آخر في الجهاز الهضمي.



قد يعاني بعض المرضى من أعراض أخرى مثل كثرة التبول أو اضطرابات جنسية أو آلام مختلفة أو اضطراب النوم أو الصداع أو آلام الظهر أو عدم انتظام الدورة الشهرية بالنسبة للنساء، كما يوجد تلازم أحياناً بين القولون العصبي والربو وارتجاع المريء. من ناحية أخرى يخضع مرضى القولون العصبي لعمليات جراحية مثل عمليات إزالة المرارة والزائدة والرحم أكثر من الناس الأصحاء، ويغيب هؤلاء المرضى عن العمل بمعدل 3 أضعاف غيرهم من الناس مما يعكس مدى تأثير ما يعانون منه على قدراتهم الوظيفية و العملية. تستمر الأعراض لسنوات في حوالي 75% من المرضى، بالرغم من ذلك يتحسن هؤلاء المرضى بشكل ملحوظ في جوانب عدة من حياتهم وتخف حدة الأعراض.



تبلغ نسبة المرضى الذين يراجعون المستشفيات 50 % ووجد أن عوامل معينة تدفع المرضى أكثر لطلب العلاج مثل:



[font:7c07=Symbol]· [/font]تقدم السن



[font:7c07=Symbol]· [/font]النساء أكثر من الرجال.



[font:7c07=Symbol]· [/font]مدة الأعراض.



[font:7c07=Symbol]· [/font]طول مدة الألم.



[font:7c07=Symbol]· [/font]العوامل النفسية.



لا يوجد سبب واحد بعينه يمكن أن يعزي إليه هذا الاضطراب وإنما توجد مجموعة من العوامل المجتمعة ومن هذه العوامل:



[font:7c07=Symbol]· [/font]الاستعداد الوراثي



[font:7c07=Symbol]· [/font]اختلالات عضلية وحسية في الجهاز الهضمي



[font:7c07=Symbol]· [/font]خلل وظيفي في الجهاز العصبي المركزي



[font:7c07=Symbol]· [/font]العوامل النفسية



[font:7c07=Symbol]· [/font]إصابة الجهاز الهضمي بالعدوى.



[font:7c07=Symbol]· [/font]الغذاء



ينتج القولون العصبي من تداخل هذه العوامل مع بعضها و يختلف مقدار هذا التداخل من شخص لآخر ومن وقت لآخر وقد يكون عامل ما هو السبب الرئيس في حالة شخص ما بينما يكون عامل آخر هو السبب في شخص آخر. يعاني كثير من المرضى من وجود خلل وظيفي في الجهاز الهضمي يظهر على شكل تحسس شديد لحركة الأمعاء الطبيعية والتي تسبب ألماً لدى المرضى بينما لا يحس الناس العاديون بأي شيء. قد تظهر أعراض القولون العصبي لأول مرة عند بعض المرضى بعد إصابتهم بالتهاب في المعدة والأمعاء نتيجة لاختلال التوازن في سيطرة الجهاز العصبي على حركة وتقلصات الجهاز الهضمي بعد الالتهاب.[b]
[/b]


[b] [color:7c07=#9900ff]العوامل النفسية[/color][/b][b]
[/b]


يعاني حوالي 50 % من مرضى القولون العصبي من اضطرابات القلق والمزاج خصوصاً اضطراب الهلع، وتظهر الأعراض النفسية قبل أو تتزامن مع أعراض القولون العصبي في غالبية المرضى مما يؤكد على دور الجانب النفسي في هذا الاضطراب وهو ما يقلل في نفس الوقت من احتمال كونها نتيجة له. يؤثر استمرار الأعراض النفسية سلبياً على أعراض القولون العصبي كما أن تحسن الأعراض النفسية يؤدي إلى تحسن أعراض القولون العصبي. من ناحية أخرى تؤثر حدة الضغوط بشكل مباشر على استجابة المرضى للعلاج.



يرتبط الجهاز العصبي المسؤل عن وظيفة الجهاز الهضمي مع مركزي المشاعر والقدرات المعرفية في الدماغ بشبكة من الأعصاب. تؤدي التأثيرات المختلفة لضغوط الحياة وجوانب الشخصية والمشاعر والحالة النفسية العامة إلى تغيرات وظيفية في الجهاز الهضمي من خلال إفراز النواقل العصبية في الجهاز الهضمي، وبالتالي تظهر الأعراض على المريض استجابة لما سبق من عوامل متداخلة، وهو ما يفسر كيف يمكن أن تؤدي الضغوط بأنواعها أو عند وجود خلل ما في مواجهتها إلى تأثيرات مباشرة على شدة الأعراض والصحة بشكل عام. قد لا تلعب الضغوط النفسية دوراً كبيراً في حالة المرضى الذين يعانون من أعراض بسيطة أما المرضى الذين يعانون بشدة من المرض فهم ذوو احتمال أكبر أن يكونوا يعانون من اضطرابات نفسية مصاحبة ويكون تأثير الأعراض عليهم أكبر، لذا يتعين تقييم الجوانب النفسية (اضطرابات أو صعوبات أو ضغوط) لهؤلاء المرضى والذي ينعكس بدوره على أسلوب العلاج وفعاليته من خلال برنامج متكامل ومتعدد الجوانب الجسدية والنفسية والاجتماعية.



عندما يكون المريض يعاني من قلق أو اكتئاب تزداد حساسيته لأعراض القولون العصبي لسببين:



[b]مباشر[/b] : لما يسببه القلق والاكتئاب من تغيرات فسيولوجية في وظائف الجهاز الهضمي.



[b]غيرمباشر[/b]: لشعور المريض بشدة الأعراض بشكل أكبر نتيجة المرض النفسي وبذلك تكون ذات تأثير أكبر عليه.







من ناحية أخرى يكثر بين المرضى تعرضهم في السابق لتجارب مؤلمة مثل الاعتداءات الجنسية أو الجسدية بنسبة تقارب النصف. أما بالنسبة للاعتداء الجنسي، فيظهر من انتشار الاعتداءات الجنسية أثناء الطفولة لهؤلاء المرضى أن هناك تأثير فاعل لهذه الاعتداءات على شعور المريض بأعراض أكثر شدة وكذلك في ردود فعله فيما يتعلق بالأعراض.



تنتشر بين المرضى قناعات خاطئة عن وضعهم الصحي تؤثر بالتالي على طلبهم للعلاج وتعاملهم مع المرض. قد يصاب بعض المرضى بالإحباط عندما يخبرهم الطبيب بأن جميع الفحوصات طبيعية وبالتالي يزيد ذلك من توهم المرض. وعندما يشعر هؤلاء المرضى بأي أعراض، تتأكد الأفكار التي يحملونها في أذهانهم وينتج عن ذلك مبالغتهم في طلب العلاج وخوفهم من طبيعة الأعراض وكذلك التشاؤم من نتائج المرض. ومع مرور الوقت تتسع دائرة المخاوف والقناعات لتشمل أي أعراض جسدية بحيث لا تنحصر على ما اعتاد المريض من الشعور به بل تصبح أي شكوى محط اهتمام وخوف وتوجس. وقد ثبت أن مرضى القولون العصبي لديهم تصور أو قناعة بأنهم أكثر عرضة من الآخرين للإصابة بأمراض خارج نطاق الجهاز الهضمي.



يتميز مرضى القولون العصبي أيضاً بالعصابية Neuroticism وهي أحد السمات الثابتة في الشخصية وتتمثل في القابلية للتأثر بالضغوط (القلق والتوتر) وكذلك الخلل في التفكير ويتميز هؤلاء المرضى أيضاً بتضخيم الأمور Catastrophizing . تؤدي هذه الصفات إلى تنامي الشعور بالضيق والانزعاج وظهور الأعراض النفسية حيث تؤدي العصابية إلى تصور بعض مجريات وتجارب الحياة العادية على أنها مهددة للفرد ويصبح بذلك عرضة للقلق والاكتئاب كما أنها تكون موجودة وذات تأثير على الفرد لسنوات طويلة بسبب ما تتميز به من الثبات حتى قبل ظهور أعراض القولون العصبي، ويؤدي التضخيم إلى الإحساس بالتشاؤم و الرؤية السوداوية للحياة. برغم انتشار القولون العصبي بين الناس إلا أن نسبة قليلة من المرضى يستمرون في معاناتهم من الأعراض بشكل مزمن وهذا يؤكد النظرية السابقة من الاستعداد الذهني أو المعرفي لبعض المرضى.



لابد من الإشارة إلى الاختلاف الكبير في الصورة بمجملها من مريض لآخر حيث تكون تبعاً لمحصلة تأثير العوامل المتداخلة و من ضمنها ما يتعلق بالمريض من جوانب معرفية وعاطفية وسلوكية وأخرى مرتبطة بكيفية تصوره لحالته الصحية. [b]
[/b]






[b]من تأثيرات القولون العصبي على المرضى:[/b][b]
[/b]


[font:7c07=Symbol]· [/font]الضجر من الأعراض في عدم القدرة على السيطرة عليها أو التنبؤ بها أو معرفة ما يثيرها وعدم القدرة على التحكم فيها.



[font:7c07=Symbol]· [/font]العزلة الاجتماعية نتيجية لطبيعة الأعراض والتوقع الدائم لنوبة جديدة من الأعراض.



[font:7c07=Symbol]· [/font]الحاجة الماسة لوصول سريع إلى دورات المياه.



[font:7c07=Symbol]· [/font]عدم القدرة على القيام بالواجبات اليومية والتغيب عن العمل.



[font:7c07=Symbol]· [/font]التأثير على العلاقات الشخصية والقدرة الجنسية.